تخطي إلى المحتوى
شوقي عبدالأمير لـ"المدن":الثقافة آخِر خنادق الدفاع عن حضور العرب شوقي عبدالأمير لـ"المدن":الثقافة آخِر خنادق الدفاع عن حضور العرب > شوقي عبدالأمير لـ"المدن":الثقافة آخِر خنادق الدفاع عن حضور العرب

شوقي عبدالأمير لـ"المدن":الثقافة آخِر خنادق الدفاع عن حضور العرب

يفتتح المدير العام الجديد لمعهد العالم العربي في باريس، الشاعر والكاتب العراقي شوقي عبد الأمير، عهده، في مرحلة مليئة بالتحديات والإشكاليات. ليس في فقط في فرنسا وعموم أوروبا والغرب، حيث نشهد صعود الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة، النابذة للمهاجرين و"الآخر"، وبانِية خطابها السياسي على أساس هوياتي محافظ، بل في العالم العربي ككل.

وبنظرة سريعة إلى تاريخ معهد العالم العربي، تكتسب الأجواء هذه دلالات أعمق، فهو الذي برزت فكرة إنشائه في نهاية السبعينيات من القرن العشرين، "عندما تنبهت الحكومة الفرنسية إلى غياب تمثيل العالم العربي في فرنسا التي تملك علاقات تاريخية قديمة مع عدد كبير من الدول التي تشكل العالم العربي"، كما يورد أرشيف المعهد، "فمنذ العام 1926، حين شيّدت الدولة جامع باريس الكبير، افتقرت العلاقات الفرانكو-آراب إلى مؤسسة علمانية تسعى إلى إبراز قيمة الحضارة العربية ومعارفها وفنونها وجمالياتها. وبفضل إرادة سياسية قوية لإقامة جسر بين الشرق والغرب، ظهرت العام 1980، فكرة إنشاء معهد العالم العربي كمؤسسة تكون السلطة المعنوية فيها لمجلس إدارة يضم ممثلي الدول الأعضاء في الجامعة العربية وبتمويل من فرنسا والعرب. كان الرئيس فاليري جيسكار ديستان أول من تخيل هذه المؤسسة، رغبة منه في تخفيف حدة التوتر آنذاك، ولإتاحة الفرصة لأشكال تعاون جديدة غداة الأزمة النفطية الأولى. أما الرئيس فرانسوا ميتران، فعمل على توسيع المشروع في خريف 1981 بتخصيص موقع مميز له على ضفة نهر السين كان قطعة أرض مهملة تابعة لجامعة جوسيو". وفي العام 1987، افتُتح المبنى وبدأت مسيرة المعهد رسمياً بفريقه شديد التنوع.

أما شوقي عبد الأمير، فليس جديداً على المعهد وعلى المواقع المعلّقة من أطرافها بأعمدة كثيرة، دبلوماسية وثقافية، إذ سبق أن شغل منصب مندوب دولة العراق الدائم لدى اليونيسكو، وكان مستشار رئيس المعهد جاك لانغ. كما أسّس مشروع "كتاب في جريدة" الذي يعدّ أكبر مشروع ثقافيّ عربيّ تحت رعاية اليونيسكو، وترأس تحريره منذ انطلاقته العام 1996.

وقد أجرت معه "المدن" هذا الحوار...

- فلنبدأ من قصة تعيينك مديراً عاماً لمعهد العالم العربي في باريس..

* الحقيقة أن هذا ليس ترشيحي الأول للمنصب، فقد رُشّحت للمرة الأولى العام 2005، وكنت مندوب العراق في اليونيسكو. وبعد 6 سنوات، العام 2011، رُشحت مرة ثانية، علماً أن الحكومات العربية هي التي تدفع بمرشحيها لهذه الوظيفة. أما الترشيح الثالث، فكان في العام 2019، عندما كان يُفترض أن تنتهي الدورة السعودية في إدارة المعهد بشخص معجب الزهراني، لكن معجب طلب تمديداً وتمت الموافقة على التمديد حتى 2022، وبقيتُ في المعهد كمستشار لرئيسه جاك لانغ. في العام 2022، طُرح الإسم من جديد، وكانت هناك منافسة مع مرشحة تونسية، لكن تونس انسحبت في النهاية، ونال العراق المنصب. علماً أن التعيين لا يتم بالتصويت، بل بإجماع السفراء العرب لدى فرنسا.

- بأية حال تتسلّم معهد العالم العربي الآن، وماذا ستفعل به ومن أجله؟

* معهد العالم العربي مؤسسة كبرى، لا مثيل لها في العالم. فليأتِ لي العرب بعاصمة من عواصم العالم المهمة، مثل باريس، وفيها مثل هذا الموقع... المبنى العظيم بعشرة طوابق على نهر السين مقابل نوتردام، هذا الحضور الثقافي العربي الهائل، الاجتماع والإجماع العربي معاً، وفرنسا مستمرة في الدعم بكل أشكاله. فالجزء الأكبر من موازنة المعهد يأتي من فرنسا وليس من العرب، وهذه الأعوام الأربعون من الانتاج والعمل من أجل الثقافة العربية، شيء لم يحصل له مثيل، أقول ذلك بلا أدنى ادعاء. وهذا في حد ذاته يشكل تحدياً بالنسبة إلي: ما الذي يمكن أن أغيّره؟ أنا الآن لستُ في وظيفة عادية، بل أتسلّم إنجازاً عمره أربعة عقود، أروع المعارض والمهرجانات والندوات والطباعة والنشر، وما زال... الحاجة تكبر، وأكبر دليل هو ما نراه يحصل في فرنسا اليوم، نحن بحاجة أكثر إلى هذا الحضور والعمل.

- هل تسلمت المعهد وهو في أحسن حالاته؟

* أنا تسلمته بعد إنجازه العظيم، لكنه ليس في أحسن حالاته. لأن أحسن حالاته هو الحضور العربي المكين، الذي يسمح للمعهد أن يزداد إشعاعاً وإبرازاً للثقافة العربية. الأكيد أن البلدان العربية تمتلك المصدرين المهمين: أولاً الموارد البشرية، من فنانين وأدباء وموسيقيين، وثانياً الموارد المالية، طيب ماذا ينقص؟ لا يمكن أن نتحرك من دون الدعم المالي، للأسف الدعم المالي العربي حالياً ليس في مستوى المعهد. فالموازنة تأتي غالبيتها الآن من فرنسا، إضافة إلى عوائد المشاريع والمعارض. أما التقديم العربي، فضئيل جداً. العرب وضعوا وديعة في فرنسا، بقيمة 50 مليون يورو، فائدتها تذهب للمعهد، لكنها عملياً لا تُذكَر. في العام 2023، بلغت مليون يورو فقط. وزارة الخارجية الفرنسية تقدم 12 مليون يورو. ووزارة الثقافة أيضاً تساعد أحياناً ببضعة ملايين. الموازنة الحالية تصل إلى حوالى 25 مليون يورو، بفضل عائدات المشاريع، لكن هناك عجزاً. الموازنة الحالية، "قوت ولا يموت". في النهاية نحن في مركز ثقافي هائل يملك تجربة 40 عاماً.

- ما هي خطتك لتحسين الأوضاع؟

* أسعى إلى زيارة العواصم العربية كلها، لكن التنسيق الأكبر سيكون مع العواصم القادرة على الدفع. لقد بدأتُ اتصالاتي ببعض السفراء العرب، وأتمنى أن يساعدوني في الوصول إلى مؤسسات الرعاية والدعم الثقافي، كل في بلده.

- لا بد أن مدراء قبلك سعوا لتحقيق الهدف نفسه..

* طبعاً

- ما الذي يجعلك تعتقد أنك ستنجز أكثر مما أنجزوه؟

* هذا سؤال ملغوم! (يضحك).. يقال بالفرنسية إن "الإنسان هو أسلوبه" (الفيلسوف الفرنسي جورج دو بوفون). الإنسان الذي لا يثق في نفسه، والذي لا يتفاءل، يحكم على نفسه بالفشل. أنا أختلف، وأنا متفائل، وأؤمن بأن الإنسان عليه أن يثبت ويحاول.

- هل هناك ما تغيَّر في الجو العربي، خلال السنوات الخمس أو العشر الماضية، بما يجعل صانعي القرار أكثر استعداداً أو رغبة في الدعم؟ الآن، ثمة لاعبون جدد في الساحة الثقافية العربية، يحفرون مكاناً متقدماً في صدارة الإنتاج الثقافي، بلدان غنية نراها الآن سوقاً مكرّسة للمنتجات الثقافية، وباتت مُنتجة للثقافة بدورها وتستثمر بكثرة في إرساء بُنى تحتية ثقافية في عواصمها ومدنها..

* نعم، هذا مهم وملحوظ، وأنا أشجع ذلك.

- هل يجعلها ذلك أكثر استعداداً للمساهمة في دعم معهد العالم العربي، أم أنها برأيك ستفضل تخصيص مواردها لمؤسساتها المحلية؟ بمعنى، هل سينعكس هذا الاهتمام المتزايد بالثقافة ومنتجاتها، على المعهد، ليصبّ في صالحه؟

* المفروض! فهذه مؤسسة لهم، لكل العرب، وإذا لم يبادروا، فأنا أبادر وأذهب إليهم. لكن يجب أن نعمل معاً. العالم صغُر جداً، ما عاد حتى قرية، بل كراساً صغيراً في الجيب. هذا العالم في جيبك (يؤشر إلى الهاتف الخلوي على الطاولة). بأثر من هذا التقارب وهذه الثورة، صار الحوار والتواصل والتبادل والتفاعل بين الشعوب -لا بين الدول- أساسياً ويومياً. لكن ماذا تتبادل الشعوب؟ ثقافاتها، الإبداع، الفنون، التراث، الأفكار، كل ما له علاقة بالشخصية والهوية. لذلك، نحن العرب لا نملك في هذه الجبهة العظيمة شيئاً سوى الثقافة. نحن لا نصنع طائرات ولا "آيفون"، بماذا ننزل في السوق العالمية؟ نخوضها بالأدب والفن والشعر والموسيقى والفكر. هذه هي بضاعتنا، لذلك علينا أن نستثمر فيها، في هويتنا، وبها نستطيع أن ندافع عن أنفسنا، الثقافة هي آخر الخنادق العربية للدفاع عن حضور العرب في العالم.

- لعلنا نعتبر معهد العالم العربي، بين أبرز القوى الناعمة العربية في العالم. فماذا فعلت هذه القوة حتى الآن؟ وما الذي تريد لها أن تقدمه؟ في السياسة والثقافة..

* الجانب السياسي ليس اختصاصنا...

- لا أقصد بالمعنى المباشر طبعاً، لكن كل شيء سياسي في النهاية...

* طبعاً، صموئيل بيكيت يقول: لا تستطيع أن تقول صباح الخير من دون سياسة. نحن لا نشتغل في السياسة، وإن كان شغلنا يحمل دلالات سياسية.

- فماذا قدمت هذه القوة الناعمة حتى الآن من منظورك؟

* قدمت خلال أربعين عاماً، صوراً حقيقية للتراث والإبداع والحضور الثقافي وتقاليد الشعوب العربية. تعرفين فعالياتنا عن مصر وبيروت وبغداد وغيرها، والآن -بالمناسبة- نعمل على معرض مهم عن بيبلوس اللبنانية. الشعوب العربية تقدم هنا وجهها الحضاري، تراثها ومتاحفها وإبداعها المعاصر التشكيلي والموسيقي والندوات والفكر والترجمات. هذه كلها ساهم المعهد في تقديمها، لكني ما زلت أرى أنه يمكن تقديم المزيد.

- فكيف تفنّد طموحات المعهد للمستقبل القريب؟

* مثلاً، نحن لا نملك مجلة تمثل الإبداع العربي هنا في أكشاك باريس. لا مجلة شهرية بالفرنسية، مثل مجلة "الآداب الحديثة" أو Esprit أو Philosophie تتناول الفن والفكر العربيَن... طيب، أليس هناك إنتاج إبداعي عربي؟ طبعاً هو موجود، ويستحق أن يُحكى عنه بلغات الغرب. هذا أحد المشاريع. ثم هناك الموسيقى العربية، لماذا لا نملك مدرسة لتعليم الموسيقى العربية؟ من المقام إلى الموشح، موسيقى النوبة وكل أشكال الموسيقى العربية.. ثمة أفكار كثيرة.

- أنت في الأصل شاعر، هل ترى أنه ما زال هناك مكان للشعر اليوم؟

* طبعاً. أول إنتاج إبداعي للبشرية كان النص الشعري. هذا جلجامش في المكتبة خلفي، من 3000 سنة قبل الميلاد، ماذا كان؟ قصيدة. "هو الذي رأى كل شيء، فغنّ بإسمه يا بلادي"... الجملة الأولى منه. أول ما ابتكرته البشرية كان الشعر.

- لكن الاهتمام به تراجَع خلال السنوات الأخيرة.. دور النشر، الطباعة، المبيعات...

* أنتِ تتكلمين عن السوق والمستهلك، لكنهما ليسا الأساس. الأساس هو الإنتاج. طبعاً، كلما تعقد الفن، قلّت شعبيته. أحد الشعراء يقول: كل ما ازدادت شعبيتي بين الجمهور، تساءلت: ماذا حلّ بشِعري؟ هل ضعُف أو ابتُذل؟ كل شيء تعقّد. نأتي للشعر ونضع ضوابط ونقول أنه يجب أن يكون مفهوماً ومتاحاً الخ.... طيب، لكن الحياة حولك ألم تتعقد؟ الفنون أليست صورة للواقع؟

- هذا ينطبق على كل الفنون. السينما مثلاً، فيها التجاري الجماهيري، وفيها النخبوي والتجريبي وغيره..

* السينما فيها كل الفنون تقريباً، اللغة والموسيقى والصورة.. مَن لا يفهم السيناريو، يفهم وجوه الممثلين. لكن النص الشعري لا يُكتب ليشنّف الآذان كما يقول العرب. الشعر يهز الشخص في العمق، يستجوبه، ليس لحظة انبساط. ربما، حينما يشعر القارئ أن القصيدة قدمت له وقادته إلى أعماقه بأسئلة جديدة، يستمتع كنتيجة لذلك. لكن رونيشار يقول: il faut trembler pour grandir، وليس الكل مستعداً لأن يرتعد.

- يقال إن الرواية تُجيب الآن على عصر الفرد، وربما الشعر كان أكثر تعبيراً عن زمن الإيديولوجيات والقضايا الكبرى..

* لا، هذا ليس رأيي. لكن الفرق قاله غاستون باشلار: الشعر هو حركة عمودية، والسرد هو حركة أفقية. الحركة العمودية هي حركة استجواب ذاتي، الزمن فيه يذوب، لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل، كتلة وحدة، زمن بريكسوني، دائري. جلجامش موجود، الزمن الآتي هو الآن، موجود في النص، وكله واحد، حركة عمودية استنباطية واستفهامية، ولهذا هي مُتعِبة، ليس الجميع مستعداً لها. بينما حركة السرد مرتبطة بالديمومة، قطعة من الزمن لها بداية ولها نهاية. الرواية من حدث إلى حدث حتى النهاية. هذه مريحة للقارئ. أما القصيدة فتهز. أتكلم عن الشعر الحقيقي طبعاً، لا التسالي الشعرية.

- أنت الآن تبدأ تجربتك في إدارة المعهد، في زمن صعب، زمن صعود اليمين، الهوية جزء من خطاب سياسي ليس لصالح الثراء الهوياتي ولا التعدد ولا التنوع.. كيف ترى ذلك بالنسبة إلى دورك الجديد؟

* أنا سعيد بذلك لأنه يعطيني دوراً أهم، يضعني أمام تحديات. واقع صعب. في امتحانات من هذا النوع، يعطي المرء أفضل ما عنده. عندما يكون مهدداً، يجب أن يدافع عن نفسه. وهذا ما يجب أن يخاطب العرب أن تعالوا، تفضلوا، اشتغلوا على صورتكم التي تُشوّه في كل مكان، وهنا في المعهد وعبر الثقافة يمكنكم أن تقدموا أفضل صورة لكم، لا تتركوا المعركة، هذا هو الخندق.

- ما الصعوبات أو التحديات التي تتوقعها في الفترة المقبلة؟

* لا شيء خاصاً كتحديات، ربما نواجه في فرنسا مدّ "رُهاب الآخر"، لكني أعتقد أنه لن يعيش، لأنه معاكس للتراث الفرنسي، بلد حقوق الإنسان والحريات والمساواة. حتى إذا ظهر، سيكون مثل الزبد، سيزول، لأنه ضد الطبيعة الفرنسية، ضد التاريخ الفرنسي. بيكاسو إسباني، جاكوميتي إيطالي، ومثلهما كثر اشتهروا من فرنسا. باريس، كل تراثها الإبداعي، خلقته من العالم. العالم هنا يزهر أكثر، ويعطي أجمل. أعتقد أن قصة صعود اليمين منبعها اقتصادي، البطالة، الوظائف التي يريدونها لأبناء البلد ومن أصوله، وهذا منطق مضاد للطبيعة، وأصلاً الأجانب منتجون ومساهمون. ثم إن هذه العقول الضيقة تفكر في الأجانب هنا، لكن ماذا لو قررت الدول التي تستضيف فرنسيين، أن ترجعهم إلى فرنسا؟ هل سيُسعد ذلك المُحافظين؟

- هل ما زال هناك شيء اسمه ثقافة عربية بالعموم؟ هل ما زالت اللغة رابطاً كافياً؟ وماذا عن التعددية ضمن العنوان العربي العريض؟

* ثمة خصوصيات طبعاً، شمال افريقيا تراث بربري، الهلال الخصيب تراث فينيقي، مصر تراث فرعوني، في العراق تراث سومري بابلي. نحن العرب اليوم نرث هذا كله في لغتنا. التعددية ليست إشكالية بل تُغني الهوية، اللغة تمتص ذلك كله، موسيقياً وأدبياً وشعرياً وفكرياً كل ذلك موجود.

- لكن لبنان ما عاد فينيقياً، ولا العراق سومرياً، ولا مصر فرعونية..

* صحيح، لكن كلاً منها يستند إلى هذا التراث. شعوب ممتدة في التاريخ، هجرات وامبراطوريات وحضارات، غنى عظيم.

- لديك خطط ومشاريع وطموحات، كيف ستقيس نجاحها؟

* أولاً، حضور الجمهور، عدد الزوار، هذا هو الصدى المباشر. لكنه أيضاً يُقاس بمساهمة العمل في إعطاء صورة أغنى وأهم من الواقع. مثلاً الآن لبنان، نعرفه، لكن عندما يُفتتح معرض بيبلوس، فإنه سيكون إضافة للصورة اللبنانية. ويقاس النجاح أيضاً بقدرة النشاط على التقاط اللحظات التاريخية المهمة بين فرنسا والعالم العربي، مثل هذه اللحظة التي نعيشها الآن، كيف سنتعامل معها؟ اليوم مثلاً سنقف كلنا، العاملين في المعهد والممثلين لكل هذا التنوع، لنأخذ صورة جماعية، لنقول هذا نحن، هذه فرنسا وهذه رسالتنا. إشارة رمزية. وطبعاً يُترجم ذلك في عمل كل منا، كما في معرض "نحو المستقبل" الجاري الآن. لا يجب أن نكون، كما يقال بالفرنسية، "إلى جانب التاريخ"، من مؤشرات النجاح أن تكون حاضراً في اللحظة التاريخية وتعرف كيف ترد.

المصدر: 
القدس العربي