تخطي إلى المحتوى
مشاريع الصوْملة ... من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ، رحمه الله. مشاريع الصوْملة ... من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ، رحمه الله. > مشاريع الصوْملة ... من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ، رحمه الله.

مشاريع الصوْملة ... من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ، رحمه الله.

إلى سائر الأطراف المنهمكة في الصراع المسلح فيما بينها؛ من أفغانستان إلى ليبيا ..عاجل جداً !! يفتح بالذات!

سأبدأ من حيث أزمعتُ أن أنتهي إليه، متجاوزاً التمهيد والمقدمات:

أعلنوا على الفور:وقف إطلاق النار.. كلُّ من تتبادلون إطلاق النار معهم؛ هم أهلكم وجيرانكم ومواطنوكم!! حولوا بنادقكم باتجاه عدوٍّ غاصب محتل!!

اجلسوا على مائدة التفاوض؛ حكاماً ومحكومين؛ مُوالين ومعارضين!! واصبروا عليها صبر بلدان الاتحاد الأوربي؛ التي خرجت به من حروب طاحنة، كان آخرها حربان عالميتان مدمرتان حصدتا منهم الملايين، إلى وحدة أوربية ألغت كل الحواجز والتناقضات بينها!!

بادروا إلى تجميد قوائم التوقيف والاعتقال على حدود بلادكم ، لتستعيدوا الثقة المتبادلة بينكم وبين مواطنيكم.. وادعوا كل من هاجر؛ نائياً بنفسه عن الفتنة، أو معارضاً لا يستطيع ممارسة معارضته في الداخل ، إلى العودة لبلده؛ آمناً مطمئناً؛ لا يخاف دركاً ولا يخشى!!

أطلقوا حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات؛ من دون أي وصاية أو تعقيد!!

أطلقوا حرية التعبير عن الرأي؛ بالكلمة المكتوبة أو المنطوقة أو المتلفزة، أو سائر وسائل الاتصال، من دون أي رقابة مسبقة!!

أعيدوا جيوشكم إلى ثكناتها، تستعدّ للقيام بواجبها الأساسي في حماية أوطانكم من عدوان محتمل، وتستعيد وحدتها؛ بتوجهها- بكافة أطيافها ومكوناتها- نحو عدوٍّ خارجي مشترك!!

أزيلوا كل مظاهر التسلح من المدن، وأسكتوا أصوات المدافع، وأزيز الرصاص، وجعجعة الطائرات فيها، فمحلها جبهات القتال مع العدو!!

سدوا كل منافذ الفساد، والتمييز، والاستثناء، وأعيدوا للقوانين فعاليتها، وللقضاء، هيبته، وللإدارات المدنية، وللأجهزة الأمنية، مهمتها الأساسية في خدمة المواطنين!!

وعشرات المشكلات التي أنتجتها سنوات التفرد والإقصاء، التي لا يتسع المجال لذكرها!!

أنتم الآن بين خيارين لا ثالث لهما:

-فإما الاستمرار على النهج الذي رسمه المستعمِر؛ لخدمة أمن إسرائيل واستقرارها؛بنشر الفوضى والخراب والقتل والدمار في بلدانكم، وجعله برنامجاً مفتوحاً، يتحكم بتأجيجه وإدامته؛ عبر سلسلة من التمزيق لأوطانٍ هي في حقيقتها طرف واحد، حوّله إلى طرفين متخاصمين؛ أنظمةٍ تدافع عن مكتسباتها، ومعارضات متنازعة، لكل منها أهدافها وبرامجها؛ دواعش تتوالد وتتكاثر،فتتناحر فيما بينها، ويمسك هو بزمام المبادرة؛ يوازن بين سائر الأطراف، ليبقي على الصراع مفتوحاً إلى ما لا نهاية، ويبقيَ على ضحاياه في صيغة (المنفعل ونائب الفاعل) القاصر..

-وإما الإمساكُ بزمام المبادرة، والخروجُ من الصراع المفتوح بأقل الخسائر الممكنة؛ والتحولُ الاستراتيجي إلى صيغة (الفاعل) الراشد، على النحو الذي قدمتُ، فيربك المستعمِر، ويحبط مخططاته؛ التي جهدت مراكز الأبحاث في إنتاجها له، ولم تضع في حسبانها إمكانية صحوة ضحاياها المستضعفين ذات يوم.

 فإن أنتم وُفقتم للأخذ بهذا الاختيار، فلسوف يُصعق له المستعمِر، وتكسبون الفرصة للمضي في مشروعكم، قبل أن تتمكن مراكز أبحاثه بإمداده بمخططاتها الجديدة لمواجهته..

المصدر: 
دار الفكر