أحمد مكناس
اعذريني
اعذريني لم أعـُدْ أهلاً لـحُبِّـكْ
لم أعُد ْأرعى دموعاً فوقَ خَدِّكْ
ماتَ قـلبي لم يَعُـدْ سُكْناهُ قَـلـبُكْ
بعدما مَـزَّقـتُ أشعاري بـِدربِـكْ
اعذريني ..لم يـعـد عـنـدي وَطَنْ
فـجراحـي نـازفـاتٌ مـن زمـنْ
لست أرجـو مـنـه أيامَ الـمـِحَنْ
غـيـر قـبـرٍ يـحـتـويـني وَكَفَـنْ
اعذريني ..لم أعُـدْ أقـوى أقاتِـلْ
أمـطروهـا كلّ أنواع ِالقـنـابـلْ
أحـرقـوها لم يعُـد فـيها سنابلْ
غيرُ دمعاتِ الـثّكالى والأرامِلْ
اعذريني ..فـلقـد طـالَ الحنـيـنْ
لم أعُـد أشتَمُّ عـِطرَ الـياسَمـينْ
هـل تُرانـا عائـدين بعـدَ حـيـنْ
أم سنبقى نندبُ الوطنَ الحزينْ
اعذريني ..إن أنـا سـراً أبـوحْ
في اغترابي صِرْتُ جسماً دونَ رُوحْ
مَنْ يداوي القلبَ مِنْ تلكَ الجُروحْ
وأنـا بـعـضي على بـعـضي ينوحْ
مقدمة كتاب فرائد القصائد
في غربتنا، في لحظات النجاح التي نود أن نحاط فيها بمحبينا ولحظات الألم التي نفتقد فيها من يواسينا، تشتعل الأعماق حنيناً ونبدأ نرتشف عبق الياسمين في خيالاتنا، ونعبر الطرقات التي ذات ذكرى حفرتها في مآقينا.
في غربتنا ما زال ألم الفراق للوطن، للأهل، لأماكن اللعب، واللغة التي رضعناها مع حليب أمهاتنا يحملنا على أمواج الأحلام ويحلق بِنَا قاصداً ملجأً لمشاعرنا، أشواقنا، حبنا، عنائنا.
هنا جوهرة الخواطر ولدت، وأضحت تلك الواحة التي جمعت عشاق الداخل والمهجر على معشوقة واحدة، أم الأبجديات ودرة اللغات وأصبحت ذلك المحيط المليء باللآلئ، وذلك المنجم الذي اجتمعت فيه كل نفائس القلائد.
يجمعنا الشغف لإسقاط حروف لغتنا، تتلألأ متباهية لنسج وجدانيات مجدولة من مشاعر متعانقة ننقشها على جداريات القلوب.
من هنا انطلقت فكرة هذا الديوان..
فكان تلك اللوحة الفسيفسائية المرصعة بخلاصة فكر مجموعة من شعراء الداخل والمهجر، معتصرين لكم خلاصة مشاعرهم بقوالب شعرية، متمنين أن تنال استحسان ذائقتكم، وترقى لرهافة وجدانكم.
من هنا.. جاء فرائد القصائد.
د.هناء عيساوي
مجموعة من عشاق العربية، مبدعي الحرف والكلمة.. جمعهم إطار من الود والمحبة والاحترام، ولم تحل المسافات دون التواصل وتبادل الآراء. وتشارك إبداعاتهم الأدبية من خلال ملتقى جوهرة الخواطر، لتصدر عنه المجموعة الشعرية (فرائد القصائد)، التي تضم بين ثناياها خلاصة التجربة، وبوح خواطر شعراء وشواعر المجموعة، وهأنذا أزف إليكم ديواننا الذي سيرى النور في فضاء الأدب.. لا ندعي أننا ابتكرنا الفكرة، ولكننا نعتقد أننا أحطناها بكثير حب، وعظيم صدق وجهد، آملين أن تكون خطوتنا هذه نافذة للإطلال على عوالمكم، وتوجهاً حقيقياً لإحياء أهم فنون اللغة العربية، بما فيه من متعة وجمال.. أتمنى أن تتمكنوا من ارتشاف عبير نتاج شعرائنا، وأن تترك مشاعرهم الثرة بصمة حب على جدران قلوبكم.
د. هناء عيساوي